جمعية آدم لسرطان الطفولة

Adam Childhood Cancer Society

حول سرطان الطفولة حول أنواع الأورام معالجات السرطان العناية الداعمة الرئيسية

 


 

مقـدمــة

 

      تبقى تجربة المرض بالسرطان و الخضوع لمعالجاته واقعا يلقى بظلاله طويلا على حياة الأطفال الناجين عقب انتهاء المعالجات و التغلب على المرض و تحقيق الشفاء، و تظل المتابعة الطبية الدقيقة للحياة الصحية ملازمة لهم و هم يكبرون و يتقدمون في مراحل الحياة المختلفة وصولا إلى سنوات متأخرة من العمر، و بطبيعة الحال تستهدف المتابعة و العناية الطبية التقصي المبكر عن أية علامات على عودة السرطان، أو نشوء أورام ثانوية جديدة إضافة إلى مراقبة المضاعفات و التأثيرات الجانبية المختلفة للعلاجات المتلقاة، و التحسب لأية مشاكل صحية جانبية قد تنجم كنتيجة التعرض لمرض السرطان أو تنشأ عن تلقي معالجاته، و من جهة أخرى تسعى مثل هذه العناية إلى دعم الناجين للتأقلم مع أوضاعهم الصحية الناشئة عقب الإصابة بالسرطان، و مساعدتهم على عيش حياة طبيعية بتفهم نمط الحياة الذي فرض عليهم و ما قد يواجهونه في مقتبل العمر.

و بالفقرات  التالية لمحة عن بعض جوانب هذه العناية .


 

 

 

 

تقصي المضاعفات المتأخرة للمعالجات

 

    بتقدم الناجين من سرطان الطفولة نحو مراحل البلوغ و أطوار العمر المتتالية، يظل من الضروري دوما إجراء فحوصات دورية شاملة تستمر لعدة سنوات، و بجدولة زمنية تتوافق مع الاعتبارات الخاصة بكل حالة على حدة، بُغية تقصي التأثيرات الجانبية المختلفة و مراقبة المضاعفات المتأخرة للعلاجات المتلقاة و التي قد تظهر بعد سنوات، و تشمل هذه الفحوصات إضافة إلى الفحص السريري الدوري، التحاليل المخبرية و الفحوصات التصويرية، و من المهم المداومة على إجراء مثل هذه المتابعة الطبية للكشف عن وجود أية مشاكل مبكرا مما يمكّن من معالجتها في وقت ملائم.

  و بالجداول التالية توضيح مبسط لمجمل المضاعفات الممكنة حسب نوع العلاجات المتلقاة و الفحوصات المتعلقة بكل منها، و غني عن التنويه أنه يصعب تحديد نوع المضاعفات التي قد تظهر لدى مريض بعينه خلال فترات لاحقة من عمره :

الجراحة :

نوع الجراحة

العـضو المتأثر

الفحوصات و التحاليل

مقترحات

استئصال الكِلية

الكِلية

تحاليل الكيمياء الحيوية، تحاليل البول، فحص ضغط الدم

مزاولة التمارين الرياضية المعتدلة مع تجنب الرياضات الجماعية

استئصال الطحال

الطحال

تعداد الدم

إعلام الطبيب على الفور عند ظهور علامات الحمى و ارتفاع الحرارة أكثر من 38 درجة، قد تتم التوصية بتلقي المضادات الحيوية الوقائية.

 

 

 

 

العلاج الإشعاعي :

موضع الإشعاع

العـضو المتأثر

الفحوصات و التحاليل

مقترحات

التجويف البطني

الكِلية، الكبد، المثانة

تحاليل الكيمياء الحيوية، تحاليل البول، فحص ضغط الدم

إعلام الطبيب عن أية تغيرات بالبراز أو وجود أثر للدم بالبراز

الصدر

الرئتين، الثدي

فحوصات وظائف الرئة عند حدوث قصر النفس، الفحص الذاتي للثدي شهريا، الفحص الطبي للثدي سنويا، التصوير الشعاعي للثدي دوريا بعد سن 25

الامتناع نهائيا عن التدخين، تجنب التعرض للتدخين السلبي، الفحص الذاتي للثدي شهريا

الجمجمة

تأخر النمو، الخصائص الجنسية الثانوية، العجز المعرفي

تقييم الغدد الصماء، فحص الوظائف العصبية و التقييم النفسي، مراقبة النمو الجنسي سنويا

قد تتم التوصية بتلقي هرمونات النمو عند وجود عجز بالنمو

الرأس و الرقبة

العيون، الأسنان، الغدة الدرقية، الغدة النخامية

فحص العيون سنويا، فحص الأسنان نصف السنوي، فحص وظائف الدرقية، مراقبة النمو الجنسي سنويا

المحافظة على صحة الفم و الأسنان، إعلام الطبيب عند وجود صعوبات بالبلع

الحوض

المبايض

فحوصات الحوض سنويا

قد تتم التوصية بالإعاضة الهرمونية عند وجود أضرار بالمبايض

أسفل البطن

الخصيتين

الفحص الذاتي للخصيتين شهريا، الفحص الطبي سنويا، تعداد النطاف عند الاشتباه بضعف الخصوبة

قد تتم التوصية بالإعاضة الهرمونية للتستستيرون

الأطراف

الذراعين و الرجلين

الفحص السنوي للأطراف

استشارة الطبيب حول التمرينات العضلية المرغوبة، و نوع الرياضات الممكنة

العمود الفقري
و الظهر

العمود الفقري

الفحص السنوي للعمود الفقري و تقصي مشاكل الانحناء و الجنف

 

 

العلاج الكيمـاوي :

 

 

 

 

أسم العـقار

العـضو المتأثر

الفحوصات و التحاليل

مقترحات

اكتينومايسين ( Actinomycin )
سايتارابين (
cytarabine )

الكبد

تحاليل الكيمياء الحيوية

 

ادريمايسين ( Adriamycin )
دونومايسين (
Daunomycin ) ايداروبايسين ( Idarubicin )

القلب

تخطيط صدى القلب، فحوصات القلب كل خمس سنوات إن كان طبيعيا، استشارة أخصائي بالقلب عند الاشتباه بنشوء أية متاعب

استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة أنواع الرياضات خصوصا المرهقة، تقديم تقرير عن الجرعات الكلية المتلقاة من العقاقير فئة الانتراسايكلين قبل إجراء أية جراحة أو عند الحمل

كارموستين ( Carmustine )
لوموستين (
Lomustine )
بلومايسين (
Bleomycin )
باسولفان (
Busulfan )

الرئتين، الأعضاء التناسلية

فحوصات الحوض، تعداد النطاف عند الاشتباه بضعف الخصوبة، فحوصات وظائف الرئة كل 3 إلى 5  سنوات، صور أشعة للصدر كل 3 5  سنوات

تقديم تقرير عن الجرعات المتلقاة قبل إجراء أية جراحة، يفضل عدم تأخير الإنجاب إن كان الحيض منتظما، استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة أنواع الرياضات المرهقة

سيسبلاتين ( Cisplatin )
كاربوبلاتين (
Carboplatin )

الكليتين، المثانة، السمع، الأعضاء التناسلية

الكيمياء الحيوية، تحاليل البول كل 3 سنوات، فحص ضغط الدم دوريا، فحوصات الحوض سنويا، تعداد النطاف عند الاشتباه بضعف الخصوبة، فحوصات و تخطيط السمع إن ظهرت مشاكل بالسمع

يفضل عدم تأخير الإنجاب إن كان الحيض منتظما

سايكلوفوسفامايد
(
Cychlophosphamide )
ايفوسفامايد (
Ifosfamide )

الكليتين، المثانة، الأعضاء التناسلية

الكيمياء الحيوية، تحاليل البول كل 3 سنوات، فحص ضغط الدم دوريا، فحوصات الحوض سنويا، تعداد النطاف عند الاشتباه بضعف الخصوبة

يفضل عدم تأخير الإنجاب إن كان الحيض منتظما

داكاربازين ( dacarbazine )

الكبد

تحاليل الكيمياء الحيوية

 

اسباراجيناز ( asparaginase )

الكبد ( نادرا )، البنكرياس ( نادرا )

تحاليل الكيمياء الحيوية

 

ميتوتريكسات ( Methotrexate )

الكبد

تحاليل الكيمياء الحيوية

 

خردل النتروجين
(
Nitrogen Mustard  )

الأعضاء التناسلية

فحوصات الحوض سنويا، تعداد النطاف عند الاشتباه بضعف الخصوبة

يفضل عدم تأخير الإنجاب إن كان الحيض منتظما

بروكاربازين ( Procarbazine )

الكليتين، الكبد، الأعضاء التناسلية

الكيمياء الحيوية، تحاليل البول، فحوصات الحوض سنويا، تعداد النطاف عند الاشتباه بضعف الخصوبة

يفضل عدم تأخير الإنجاب إن كان الحيض منتظما

ميركابتوبيورين ( 6-Mecaptopurine ) تهيوجوانين ( 6-Thioguanine )

الكبد

تحاليل الكيمياء الحيوية

 

فينكريستين ( Vincristine )
فينبلاستين (
Vinblastine )
ايتوبوسايد (
Etoposide )

الكبد

تحاليل الكيمياء الحيوية

 

الحقن الغِمدي ( Intrathecal )

العجز المعرفي
و ضعف قدرات التعلم

فحص الوظائف العصبية
و التقييم النفسي

 

عمليات نقل الدم

الكبد، الجهاز المناعي

تحاليل الكيمياء الحيوية، تحاليل التهاب الكبد الوبائي ج، تعداد الدم، تحاليل الإيدز عند وجود ما يدعو للقلق

الحذر من العلاقات الجنسية المحرمة

 

 


 

تقصي الأورام الثانوية

 

      يعتبر الناجون من السرطان بصفة عامة أكثر عرضة لخطر نشوء أورام ثانوية خلال حياتهم المستقبلية، و من المهم أن يتفهم الطفل في وقت مبكر و خلال مراحل حياته ضرورة المحافظة على نمط معيشي صحي بما في ذلك مراعاة العادات الغذائية و الحياتية الملائمة و ضرورة التنبه لأية علامات قد تشير إلى احتمال نشوء السرطان مجددا،  و بطبيعة الحال تعتمد نسبة الخطورة لظهور الأورام الثانوية على العديد من العوامل، أهمها نوع الورم الأصلي المُعَالَج، و نوع العلاجات المتلقاة، إضافة إلى العوامل الوراثية و مدى الاستعداد الوراثي، و العوامل الشخصية لكل مريض، و تأثيرات التقدم في السن، و الظروف الحياتية المختلفة و الظروف البيئية، و على الرغم من أن مثل هذه الأورام الثانوية تُعد نادرة الحدوث إلا أن احتمال ظهورها يظل هاجسا يحمل الكثير من المخاوف، الأمر الذي يستدعي ضرورة المداومة على إجراء الفحوصات الطبية السنوية و المراقبة الحريصة للتقصي عن ظهور أية علامات لنشوئها بشكل مبكر، و ضرورة الإلمام بمجمل المعلومات الأساسية حول أورام الكبار، و خصوصا التنبه للعلامات السبع المنذرة للسرطان لدى البالغين و التي تشمل :

  • ظهور تضخم أو نشوء كتلة بأي موضع و خصوصا بالثدي.

  • حدوث نزف غير مبرر أو نشوء خراجات.

  • ظهور تقرحات أو التهابات لا تتعافى بشكل عادي.

  • نشوء تغيرات بنمط الاستفراغ أو التبول المعتادة.

  • حدوث عسر بالهضم أو صعوبات بالبلع.

  • حدوث سعال مصحوب بحشرجة أو بحة شديدة.

  • ظهور تغيرات واضحة بشامة أو تؤلول.

    و من المهم أن يتفهم الناجون حقيقة أن الأورام الثانوية نادرة، و بدلا من العيش مع المخاوف و الهواجس من نشوئها لديهم، ينبغي الحرص على اعتماد خيارات صحية سليمة و ملائمة بما يحفظ عافيتهم و صحتهم خلال مراحل العمر القادمة.

    بالجدول التالي لمحة عن بعض عوامل الخطورة المحتملة لنشوء الأورام الثانوية و التي هي بطبيعة الحال ضمن أنواع أورام البالغين، و بعض الإجراءات الوقائية الممكنة :

 

 

 

 

نوع السرطان

عوامل الخطورة

تدابير تقليل المخاطر

الفحوصات

الجلد

التعرض المفرط للشمس، العلاج الإشعاعي، العلاج الكيماوي

الوقاية من أشعة الشمس المباشرة، تجنب حمامات الشمس وعمليات اسمرار البشرة التجميلية

الفحص الذاتي للجلد، مراقبة بقع الجلد
و الشامات، و إزالة الشامات المشتبهة

الرئة

التدخين، إشعاع الصدر، تنشق غبار الفحم، التعرض لمادة الاسبستوس

عدم التدخين، و تجنب التعرض للتدخين السلبي

صور أشعة للصدر

القـولون
و المستقيم

التغذية منخفضة الألياف، علّة السليلات ( الزوائد اللحمية ) بالقولون، إشعاع البطن، السن اكبر من 50

التغذية المتوازنة و الغنية بالألياف
(
25- 35 جرام باليوم )

تحليل البراز لكشف الدم غير الظاهر، فحوصات المستقيم و المناظير كل سنة بعد تجاوز سن الأربعين

الثدي

التاريخ العائلي، إشعاع الصدر، علل التكيسات الليفية، تأخر الطمث، عدم الإنجاب، إنجاب الطفل الأول بعد سن الثلاثين

الفحص الذاتي للثدي شهريا

التصوير الشعاعي للثدي كل سنة إلى سنتين منذ بلوغ سن 35 ، ثم سنويا بعد تجاوز الأربعين، و عند وجود عوامل خطورة يتم التصوير منذ بلوغ سن 25 كل سنتين ثم سنويا بعد الأربعين

البروستات

السن ما فوق الخمسين

 

الفحص الطبي للمستقيم سنويا بعد سن الأربعين، تحاليل البروستاتة سنويا

الرحم

الحمل المبكر، النشاط الجنسي بسن مبكرة، ماض من العلل المنتقلة بالعلاقات الجنسية

 

فحوصات الحوض الشاملة سنويا بعد سن الأربعين، تحاليل الكشف عن سرطان الرحم سنويا أو حسب ما يقرره الطبيب المعالج

الخصيتين

وجود خصية غير نازلة، إشعاع الخصيتين

الفحص الذاتي للخصيتين شهريا

الفحص الشامل للخصيتين سنويا

 


 

 

 

 

إدارة التأثيرات المزمنة للمعالجات على التعليم و الأداء المدرسي

 

     تُعد مسألة العجز المعرفي ( cognitive impairment ) و المتمثل إجمالا في ضعف القدرات الذهنية، احد أهم المباحث المتعلقة بالتأثيرات المتأخرة لمعالجات السرطان و التي قد تستمر لسنوات عقب وقف هذه المعالجات، و قد اهتم الباحثون بدراسة هذه المضاعفات وصولا إلى تحديد التعديلات المُثلى على الخطط العلاجية منذ البداية بما يقلل من إمكانية نشوئها لدى الأطفال المرضى، إضافة إلى تطوير الطرق الملائمة لمعالجتها و تقليل آثارها على الناجين في مستقبل حياتهم. 

    و تتمثل أنماط العجز المعرفي في أوجه متعددة، تشمل انخفاض بمعدلات الذكاء و مقدرة الطفل على التعلم، و ضعف المهارات غير اللغوية، و قصور الذاكرة قريبة الأجل، و البطء في استيعاب المعلومات و تحليلها و التجاوب حيالها، و تشتت أو صعوبة الانتباه و المتابعة و التركيز الذهني، و انخفاض بالمهارات اللغوية و الكلامية و ضعف التناسق البصري الحركي .
و بطبيعة الحال لا تظهر هذه المضاعفات و المتعلقة بالتغيرات الذهنية و صعوبات التعلم و الدراسة لدى جميع الأطفال المرضى بالسرطان، و يمكن تلخيص عوامل الخطورة التي قد تؤدي لنشوء هذه المضاعفات في النقاط التالية :

  • موضع المعـالجة : حيث ترتفع معدلات الخطورة بين المرضى ممن تلقوا معالجات تستهدف الجهاز العصبي المركزي ( أي الدماغ و الحبل الشوكي )، مثل المرضى بأورام الدماغ أو اللوكيميا.

  • السن عند تلقي المعـالجات : حيث يزيد الخطر عند تلقي المعالجات بالطفولة المبكرة، و يقل بالتدريج كلما كان الطفل أكبر سنا زمن المعالجة.   

  • نوع و كثافة المعـالجات : حيث لبعض أنواع عقاقير العلاج الكيماوي تأثير منخفض على القدرات الذهنية، بينما يؤثر الحقن الغِمدي للعقاقير بالسائل المُخّي الشوكي بدرجة اكبر، و ترتفع نسبة الخطر بشكل كبير لدى إشعاع الدماغ، و بالنسبة للأطفال المرضى بأورام دماغية ثمة عوامل عديدة تحدد نوع و مدى المضاعفات الممكنة، مثل موضع الورم و الكم الإشعاعي المستخدم و مضاعفات الجراحة و أية مشاكل بالجهاز العصبي ناتجة عن نمو الورم و مضاعفاته.

  • الجنس : تشير بعض الأبحاث إلى أن الإناث هن أكثر قابلية من الذكور لنشوء مضاعفات العجز المعرفي الناتج عن معالجات السرطان.

 

حول إدارة صعوبات التعـلم

      ينبغي بداية إجراء تقييم شامل لتحديد مدى مقدرة الطفل على التعلم و تقييم مستوى الذكاء، إضافة إلى تقييم مستوى الأداء في عدد من النواحي ذات العلاقة، مثل الذاكرة و الانتباه و المهارات البصرية الحركية و تطور الحس اللغوي، و يتم مثل هذا التقييم بواسطة أطباء نفسيون و مختصون في الوظائف العصبية من ذوي الخبرة في التعامل مع الأطفال ذوي الأمراض الخاصة، و من المهم أن تتم متابعة الطفل خلال فترات زمنية طويلة إذ يمكن لهذه المضاعفات أن تستمر عقب مرور سنوات من توقف معالجات السرطان.

    و تجدر الإشارة إلى وجود أسباب متعددة أخرى ذات علاقة بمشاكل الأداء المدرسي إلى جانب معالجات السرطان، مثل المشاكل السلوكية، و ضعف الحافز على التعلم، و التأثيرات العاطفية و النفسية، و كثرة الغياب عن المدرسة بسبب من المرض، الأمر الذي يستدعي ضرورة تحديد ماهية المشاكل الدراسية لدى الطفل.
و من جهة أخرى تختلف مشاكل التعلم لدى الأطفال المعالجين من السرطان بشكل واضح عن مثيلتها لدى الطلاب الآخرين ممن يعانون من علّة قصور الانتباه و فرط النشاط (
Attention Deficit Hyperactivity Disorder ADHD ) و الذين تظهر لديهم تقليديا مشاكل بقدرات التعلم و التحصيل و التركيز الذهني، و رغم أن بعض الأطباء قد ينصحون باستخدام الأدوية المتبعة في معالجة هذه العلّة لدى الأطفال المعالجين من السرطان إلا أن فاعليتها لا زالت غير مدعمة بأبحاث منهجية تؤيد استخدامها ( رغم النتائج التي تبدو واعدة لبعض الدراسات السريرية ).

    و من المهم أن يشترك الأهل و الأطباء و المدرسون في جهد موصول يرتكز على تقييم الأداء سالف الذكر، بُغية ترتيب خطة تعليمية خاصة بالطفل تراعي جميع المعطيات و تحدد مدى التوقعات المعقولة حول أدائه التعليمي تبعا لحجم المشاكل التي يعانيها ، كما ينبغي أن يتواصل الأهل مع المدرسين دوريا لترتيب التعديلات المناسبة على بيئة التدريس سواء بالصف أو بالنهج الدراسي، بما يساعد الطفل على تنمية قدراته الذاتية و يمكنه من التغلب التدريجي على صعوبات التعلم.

    بالنقاط التالية بعض المقترحات المفيدة :

  • مراعاة جلوس الطفل في موضع هاديء تقل فيه المؤثرات التي يمكنها تشتيت الانتباه، سواء بالصف الدراسي أو البيت.

  • تقديم المكافآت لتحفيز الطفل و حثه على المثابرة و التركيز لفترات تزداد بمرور الوقت.

  • تحديد المواد و المواضيع المشوقة بالنسبة للطفل و المواضيع الأقل تشويقا و تقديمهما بشكل متناوب.

  • تخفيض كمّ الفروض الدراسية مع إعطاء وقت إضافي لأدائها.

  • إعطاء استراحات متكررة و تقليل المدة الزمنية بين فترات الاستراحة.

  • تقديم المعلومات بالتدريج و تكرارها و تأكيدها و دوام المراجعة لتحسين التعلم و التذكر لدى الطفل.

    و يجدر بالذكر أن بعض الدراسات النفسية و العصبية الحديثة تشير إلى أن تلقي دورات تعليمية تستخدم وسائل التقويم المعرفي
(
cognitive remediation ) تساعد بدرجة كبيرة في تخفيف صعوبات التعلم لدى الأطفال المعالجين من السرطان، و تركز هذه الوسائل، التي تتم بواسطة أخصائيون في التربية و التعليم، على تحسين الذاكرة و توجيه الانتباه و التركيز الذهني، و تقوية المهارات الحسابية، و يتعلم الأطفال من خلالها الطرق المساعدة على التنظيم، و إعادة الانتباه عند تشتت التفكير، و طرق حفظ المعلومات مثل تكرارها حال سماعها و قراءتها، أو ربطها بأفكار و تصورات تساعد على تذكرها.

 

 


 

آخر مراجعة : 12-02-2016

 

 

الرئيسية حول سرطان الطفولة أنواع الأورام التعامل مع السرطان معالجات السرطان العناية الداعمة

 

مقالات الموقع متاحة للطبع أو النشر بدون تقييد

Adam Childhood Cancer Society