جمعية آدم لسرطان الطفولة

Adam Childhood Cancer Society

حول سرطان الطفولة حول أنواع الأورام معالجات السرطان العناية الداعمة الرئيسية
 

 


 

مقـدمـة

       

       يحتوي الجـلد و البشرة على شبكة عصبية أكثر من العديد من أعضاء الجسم الأخرى و لذلك فمن الممكن لمضاعفات الجلد و البشرة لدى مرضى السـرطان أن تتسبب في معاناة آلام كبيرة ، كما أنها قد تؤدي إلى نشوء مشاكل جدية أخرى مثل العـدوى و الانتانات المختلفة، إضافة إلى أن مثل هذه المضاعفات قد تبدو محرجة للمريض لتأثيرها على مظهره الخارجي.

و عند نشوء مثل هذه المضاعفات كتأثيرات جانبية للمعالجات فإن التدابير الوقائية و المعالجة المبكرة تُعد أفضل الوسائل للتعامل معها و التغلب عليها، بينما في حالات أخرى، مثل نشوء جروح و خراجات نتيجة نشوء سرطان الجلد أو انبثات الخلايا السرطانية إلى الجلد من مواضع أخرى، يمكن بمعالجة هذه الجروح و العناية الدائمة التقليل من معاناة الألم و توفير الراحة للمريض بأفضل صورة ممكنة.

    نتعرض في هذا المقال لمجمل مشاكل الجلد و البشرة لدى مرضى السرطان و نركز خصوصا على مشاكل الحكاك نظرا لشيوعها.

 


 

الحـكاك

 

    تُعد الحكّة و أكلان الجلد و البشرة ( Pruritus ) من الأعراض المعتادة لدى بعض أنواع الأورام، كما تنجم عن التأثيرات الجانبية لعلاجات السرطان المختلفة، و التي قد تظهر عند بعض المرضى بصفة خاصة، و الشعور بحرقة الجلد أو الأكلان تدفع المريض إلى الحكّة و الهرش، و هي من الأعـراض المؤلمة و المزعجة، و قد تؤدي إلى نشوء العـدوى نتيجة تجرّح الجلد عند تكرار حكه.

 

المسببـات

    قد تُعزى الحكّة إلى أسباب كثيرة، ابتداءا من جفاف الجلد إلى وجود ورم غير مكتشف، و يُعد الأشخاص في الأحوال التالية أكثر عرضة لحدوثها لديهم :

  • عند المرضى بالأورام المعروفة بتسببها بالحكاك و نذكر منها على سبيل المثال :
    ورم كابوزي الغرني المقترن بالإيدز (
    Kaposi's sarcoma )، ورم هودجكن و اغلب الأورام الليمفاوية، ابيضاض الدم، و الأورام الغُدّية، و أورام المعدة و البنكرياس و الرئة و القولون و الدماغ و الثدي و البروستاته، و من المعتاد أن تتوقف أعراض الحكّة بانتهاء الورم أو خموده و تعود بعودته.

  • عند تلقي العلاج الكيماوي، و تخمد الحكّة عادة  خلال 30 إلى 90 دقيقة و لا تحتاج لمعالجة، ويُعد ازديادها لدى المريض مؤشرا على وجود حساسية خاصة تجاه العقار المستخدم.

  • عند تلقي العلاج الإشعاعي، فالإشعاع يمكنه تدمير خلايا الجلد مسببا الحرقة و الأكلان، و يزيد الحكاك من تضرر البشرة خصوصا حين يبدأ الجلد في التقشر مما يزيد من إمكانية نشوء العدوى، و قد يتم أحيانا وقف العلاج الإشعاعي لبعض الوقت لحين تعافي خلايا البشرة.

  • عند تلقي توليفة من العلاجين الكيماوي و الإشعاعي، فالتأثيرات المتراكبة من كليهما تزيد من حدة تفاعلات الجلد و البشرة.

  • عند تلقي العقاقير المُعدِلة للاستجابة الحيوية لدى العلاج المناعي.

  • عقب إجراء عمليات زرع نُـقى النخـاع العـظمي، إذ من المعتاد أن تظهر على المرضى بعض التأثيرات و التغيرات في البشرة، تتضمن جفافها و ظهور بعض أنواع الطفح الجلدي.

        كما أن الأدوية المتناولة في أي وقت خلال معالجة الأورام قد تسبب الحكّة بدورها، و قد يكون السبب وراءها وجود حساسية تجاه دواء معين لدى المريض، أو أن الدواء يتداخل مع الوظائف العادية للأعصاب، كما أن وجود الحكّة قد يكون مؤشرا على نشوء عدوى ما، و قد تنتج العدوى المصحوبة بالحكاك عن الورم نفسه أو بسبب الفطريات أو من خراجات الجروح أو من إفرازات ما بعد الجراحة.

و تجدر الإشارة إلى أن الحكّة ليست مرضا أو تشخيصا بحد ذاتها و إنما هي عرض لمسبب وراءها، و ينبغي على المريض إبلاغ الفريق الطبي عند شعوره بالأكلان و الحكاك، و الذي يقوم بتقصي الوضع لتحديد أصل المشكلة و تقديم العلاج المناسب.

 

 

 

 

معـالجة الحكاك

       

    يمكن التخفيف من مشاكل الحكاك بالمحافظة الجيدة على صحة البشرة و نظافتها، و العنـاية الجيـدة تتضمن التغذية المناسبة و الكافية، و زيادة معدلات التروية بتناول السوائل بوفرة، و الحماية من عوامل البيئة المحيطة، و اتخاذ تدابير النظافة و التطهير التي لا تسبب جفاف البشرة.

 

المقترحات التالية مفيدة في التخفيف من التحسس و الحكـاك :

  • استخدام المعاجين و المراهم و السوائل المرطبة :
    فهذه المنتجات تكون طبقة رقيقة على البشرة تسمح بترطيبها مما يمنع الجفاف الذي يسبب الحكة، غير انه ينبغي اختيار النوع المناسب لكل شخص، حيث قد تسبب بعض مكوناتها مثل الفازلين أو اللانولين أو الزيوت المعدنية في نشوء التحسس لدى بعض الأشخاص دون غيرهم، أما المراهم الستيرويدية الموضعية و على الرغم من أنها جيدة في تخفيف الحكاك إلا أنها قد تتسبب في وهن الجلد مما يجعله أكثر عرضة للخدش و الجروح.

  • استخدام الذرور و المساحيق و نشأ الذرة و الصوابين الرغوية :
    و ينبغي اختيار هذه المنتجات بعناية، حيث قد يسبب بعضها تهيج البشرة، و يعتبر نشأ الذرة جيدا في معالجة الحكاك الناتج عن العلاج الإشعاعي إلا انه ينبغي عدم وضعه على الأسطح الرطبة، و الغدد العرقية و منابت الشعر و قرب الأغشية المخاطية، إذ أنه يسمح بنمو الفطريات حين يصبح رطبا، كما ينبغي تجنب بعض أنواع الذرور خصوصا التي تحتوي على بودرة التالك أو مركبات الألمنيوم لأنها تسبب تهيج البشرة أثناء العلاج الإشعاعي، أما المنتجات التي تحتوي على الكحول أو المينتول ( زيت النعناع ) فقد تسبب بدورها التحسس.

  • يساعد الاستحمام بالماء الفـاتر لمدة لا تزيد عن نصف ساعة يوميا أو كل يومين في التخفيف من الحكـاك، و تجدر الإشارة إلى أن الاستحمام الدائم يفـاقم من جفاف البشرة، كما أن الاستحمام بالمياه الساخنة يزيد من حدة الحكاك.

  • استخدام الصوابين الملطفـة و المعتدلة و التي تحتوي على نسبة مخفضة من المنظفات التي تهيج البشـرة، و يمكن إضافة القليل من الزيت إلى الماء عند الإنتهاء من الاستحمام أو دهنه على الجلد قبل التنشيف.

  • يساعد التواجد في أماكن باردة و رطبة في منع نشوء الحكة، فالحرارة تزيد من الحكاك، بينما تفقد البشرة رطوبتها عند انخفاض رطوبة الغرفة.

  • التخلص من بقايا الصوابين و المنظفات المتخلفة بالغسيل عقب شطف الملابس، و التي بدورها تفاقم من الحكاك، و يمكن التخفيف من التهيج بإضافة الخلّ إلى الغسيل عند الشطف الأخير ( ملعقة صغيرة لكل لتر من الماء )، أو باستخدام المنظفات الملطّفة الخاصة بملابس الأطفال.

  • تجنب ارتداء الملابس الصوفية أو المنسوجات الصناعية لأنها تزيد من حدة الحكاك، و ينصح دائما بارتداء الملابس القطنية الخفيفة و الواسعة و كذلك استخدام الملاءات القطنية للأسرَة.

  • يمكن التخفيف من الحكة بوضع منشفة باردة أو الثلج على المواضع المتهيجة، أو التربيت بنعومة أو بالضغط عليها لفترة وجيزة.

        و إضافة إلى تدابير العناية بالبشرة، يأتي دور الأدوية التي يمكن استخدامها سواء بوضعها على الجلد أو تناولها عن طريق الفـم، فالمضادات الحيوية عادة تخفف من الحكّة الناتجة عن وجود العدوى، و تُوصف مضادات الهيستامين و المسكنات و المهدئات و مضادات الإكتئاب بدورها للمساعدة في بعض الحالات، أما الاسبيرين و على الرغم من انه يخفف من الأعراض لدى بعض المرضى إلا انه يزيدها عند آخرين، أما تركيبة الاسبيرين مع عقار السيميتدين ( cimetidine ) فقد تكون فعّالة لبعض حالات أورام هودجكن، و علّـة فرط كريات الدم الحمراء ( polycythemia vera ).

 


 

 

 

مضاعفات الإشعاع

      من المعتاد أن تظهر تأثيرات العلاج الإشعاعي على الجلد خلال فترات تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين من بدء المعالجة و تتوقف خلال أسابيع عقب انتهائها، و تتفاوت تفاعلات الجلد تجاه الإشعاع من ظهور احمرار طفيف بالموضع و جفاف الجلد الشبيه بحروقات الشمس، إلى التقشر و التسلخ الشديد و نشوء الطفح، و قد تنشأ التهابات يمكن أن تتطور إلى التقيح و التسلخ المصحوب بنزّ السوائل و ظهور البثور، من المهم بطبيعة الحال معالجة الوضع في مراحله المبكرة، و ثمة أدوية و علاجات مختلفة مستخدمة بهذا الخصوص، مثل استخدام الذرور و المراهم الموضعية، و مراهم المضادات الحيوية أو الستيرويدية لتخفيف الالتهابات و الحكة و لتسريع تعافي الجلد، و ينبغي عدم استخدام أية أدوية دون استشارة الطبيب المعالج، و كما سلفت الإشارة قد يتم تغيير الجرعات الإشعاعية أو تأجيلها عند تفاقم مضاعفات الجلد نتيجة للعلاج الإشعاعي.

 

تسرب أدوية العلاج الكيماوي بموضع الحقن ( Chemotherapy extravasation )

     عند تسرب بعض عقاقير العلاج الكيماوي إلى الجلد أثناء الحقن تظهر حروقات مؤلمة و التهابات بموضع الحقن أو بالأنسجة المجاورة التي يلمسها الدواء، و نشير إلى أن الشعور بالحرقة أو الألم أثناء الحقن ليس أمرا عاديا و ينبغي إبلاغ الطبيب المعالج في الحال عند ملاحظة تسرب للدواء في موضع الحقن، أو عند ظهور أية حساسية أو احمرار أو احتقان أو ألم أثناء الحقن ( أو خلال الأيام التي تليه )، و ينبغي وقف الحقن و اتخـاذ تدابير التنظيف و التعقيم و المعالجة في الحال، فالمعالجة السريعة لمثل هذا الوضع تمنع من تفاقم المشكلة.

       

 

 

 

الجروح النخرة ( Necrotic wounds )

      مما يعني وجود أنسجة ميتة حول الجروح أو التقرحات، و لا يمكن معالجة مثل هذه الحال سوى بإزالة الأنسجة الميتة أولا سواء بالجراحة أو باستخدام الأدوية أو كليهما، و من ثم دوام العناية الطبية.

 

التقرحات السريرية

      أي التقرحات الناتجة عن الضغط و الاحتكاك المستمر بموضع واحد من الجسم نتيجة البقاء بوضعية ثابتة لفترات طويلة ( مثل مـلازمة السرير )، و مثل هذه التقرحات تنشا عادة بالعجز و القسم الأسفل من العمود الفقـري و الأعقاب، و بدرجة اقل بالمواضع حيث تتواجد طبقة دهنية أكثر كثافة، و بالنسبة للمرضى ممن يضطرون لملازمة السرير من المفيد جدا استخدام المفارش المائية أو المملوءة بالهواء لتجنب هذه التقرحات.

 

الجروح المتسرطنة Malignant wounds )

      كما سلفت الإشارة عند نشوء جروح و خراجات نتيجة لسرطان الجلد أو انبثات الخلايا السرطانية إلى الجلد من مواضع أخرى من المعتاد أن يحدث نزف أو خروج افرازات و نزّ لكميات كبيرة من السوائل و الدم، إضافة إلى نشوء رائحة غير مستساغة مع ما يصاحب كل ذلك من الآم و مخاطر عالية لنشوء أنواع العدوى، و إلى جانب العناية الطبية الدائمة لمثل هذه الحالات يمكن التغلب على رائحة الجروح باستخدام روائح معطرة بالغرفة أو استخدام مواد تمتص الروائح مثل حبيبات الفحم النباتي ( charcoal ) ، و قد يفيد استخدام البنّ أيضا.

 


 

 

 

 

آخر مراجعة : 17-02-2016 

 

 

الرئيسية حول سرطان الطفولة أنواع الأورام معالجات السرطان العناية الداعمة

 

مقالات الموقع متاحة للطبع أو النشر بدون تقييد

Adam Childhood Cancer Society