جمعية آدم لسرطان الطفولة

Adam Childhood Cancer Society

حول سرطان الطفولة حول أنواع الأورام معالجات السرطان العناية الداعمة الرئيسية

 


 

مقـدمــة

 

        يُعاني مرضى السرطان بصفة مستمرة من مشكلة الحصول على التغذية الكافية و الضرورية، و يُعد سوء التغذية و العوز الغذائي من العوامل الرئيسية المسببة لتفاقم المرض و الوفيات لديهم، و ينتج سوء التغذية حين لا يتمكن الجسم من الحصول سوى على كميات قليلة جدا من المغذيات اللازمة لأداء الوظائف الحيوية، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تواصل الهزال و الضعف و الإنهاك البدني، و ضعف المقدرة على مقاومة العدوى، و العجز عن تحمل المعالجات المختلفة، و قصور العمليات الحيوية، و من ثم حدوث الوفيات.

        و يُعد فقد الشهية للطعام ( Anorexia ) من الأعراض الشائعة لدى مرضى السرطان، و قد يظهر في مراحل مبكرة قبل التشخيص، أو لاحقا عقب انتشار الورم و استفحاله، أو أثناء المعالجات، و يعتبر احد الأسباب الرئيسية في تفاقم سوء التغذية، و تدهور حالة المرضى.

        و يُعد فقد المغذيات ( Cachexia ) أو الهزال، و أعراض الضمور الجسدي التي تظهر بوضوح من خلال استمرار فقد الوزن و الدهون و ضمور العضلات، من الأعراض المتلازمة لسوء التغذية، و ليس للهزال علاقة بنوع الورم أو حجمه أو مدى انتشاره، و لا يعتبر مثل الجوع، إذ يقوم الجسم السليم بالتكيف عند الجوع بتخفيض استهلاكه للمغذيات، في حين لا يتمكن الجسم عند مرضى السرطان من التكيف و ضبط استخدام المغذيات التي يتم تناولها، كما أن مثل هذا الفقد قد ينشأ عند المرضى ممن يتغذون جيدا و لديهم مستويات كافية من التغذية، غير أن أجسامهم لا تتمكن من امتصاص المغذيات بطريقة طبيعية.

و يتم عادة تحديد سوء التغذية الحاد بأحد وجهين : كخطر متزايد من تفاقم المرض و حدوث الوفاة، أو كمية الوزن المفقود خلال فترة زمنية محددة.

       نستعرض في الفقرات التالية نبذة عن مسببات قصور و سوء التغذية و طرق معالجتها و إدارتها.


 

مسببات قـصور و سوء التغـذية

 

تأثيرات الأورام

        تنتج العديد من مشاكل قصور و سوء التغذية بتأثير مباشر من الأورام نفسها، مثل نمو أورام بالمعدة أو بالمريء أو الأمعاء، مما يتسبب في الانسدادات المختلفة أو الغثيان و التقيـؤ، أو سوء الهضم و بطء العمليات الهضمية، و قصور امتصاص المغـذيات، و يمكن لأورام المبايض أو الأجهزة التناسلية أو المسالك البولية التسبب في حدوث الاستسقاء و فرط وجود السوائل بالبطن، مما يؤدي إلى الشعور المبكر بالشبع و اختلال توازن السوائل بالجسم، كما أن أورام الجهاز العصبي المركزي، مثل أورام الدماغ، تسبب بدورها التشوش الذهني و النعاس الدائم، و قد يفقد المرضى اهتمامهم بالأكل، أو ينسون حتى تناول الوجبات، و من جهة أخرى فالآلام الناتجة عن الأورام تؤدي بدورها إلى فقد الشهية كليا، و انخفاض كميات الغذاء و السوائل المتناولة.

       و من جهة أخرى تفاقم التغيرات الحاصلة في عمليات الأيض المختلفة بدورها من مشاكل التغذية، إذ أن الخلايا الورمية تقوم بتحويل المغذيات إلى طاقة بطرق مختلفة، أقل فاعلية و فائدة من طرق الخلايا السليمة، كما أنها تنتج مركبات و مواد كيميائية مختلفة تسبب بدورها فقد الشهية و خسارة المغذيات، و على سبيل المثال، تنتج مواداً تؤثر بفاعلية على حاسة التذوق و تغير من طعم الأشياء عند المريض مما يمنعه من الأكل، إضافة إلى أنها تفرز هرمونات مختلفة بإمكانها تغيير بعض الأنظمة الحيوية، مثل عمليات التحكم في كمية الغذاء المتناولة، أو طرق امتصاصها أو طرق الاستفادة منها بالجسم، كما أن بعض الأورام تؤثر على المستقبلات العصبية بالدماغ كالتي تنظم عمل المعدة مثلا.

 

 

 

 

تأثيرات العلاجات المختلفة للأورام

        تتسبب علاجات الأورام المختلفة في حدوث مشاكل التغـذية، و قد يكون التأثير مباشرا، مثل انخفاض امتصاص البروتينات و الدهون عقب إجراء أنواع من الجراحة، أو غير مباشر، مثل الحاجة إلى طاقة أكبر عقب التعرض للعدوى و الحُمّى.

و بالفقرات التالية لمحة عن تأثيرات علاجات الأورام :

الجراحـة

        قد تؤدي جراحات العنق و الرأس إلى تعقيدات في عمليات المضغ و البلع، أو إلى إجهاد ذهني و عصبي نتيجة فقد الأنسجة التي تم استئصالها، و قد تؤدي جراحة المريء إلى عجز المعدة و القصور في امتصاص الدهون، كما أن جراحة المعدة تؤدي إلي قصور و ضعف امتصاص البروتينات و الدهون، و ظهور عوارض سرعة إفراغ المعدة، و انخفاض مستوى السكر بالدم، و الشعور المبكر بالشبع، بينما تؤدي جراحة البنكرياس غالبا إلى ضعف امتصاص البروتينات و الدهون و الفيتامينات و المعادن، و نشوء مرض السكري، أما جراحات القولون و الأمعاء الدقيقة فكما أنها تؤدي إلى قصور في امتصاص البروتينات و الدهون و نقص الفيتامينات و المعادن، تؤدي أيضا إلى حدوث الإسهال الحاد و فقد السوائل.

و بصفة عامة تشمل المضاعفات الجانبية المصاحبة للجراحة و المؤثرة على التغذية، مخاطر حدوث العدوى و حدوث النواسير المختلفة ( كثقوب بين عضوين أو بين عضو و سطح الجسم )، أو نشوء علّـة المعّي القصير.

العـلاج الكيمـاوي

        تتسبب بعض العقاقير المستخدمة في العلاج الكيمـاوي بشكل مباشر في فقـد الشهية، و الغثيان و التقيـؤ، و الإسهال و الإمساك، و تقرحات و التهابات الفم، إضافة إلى تغيرات الطعم و التذوق، و حدوث العدوى و الإنتانات المختلفة، و تعتبر الأعراض التي تؤثر على التغذية و تستمر لأكثر من أسبوعين خطرة بشكل خاص، و بطبيعة الحال تعتمد شدة هذه الأعراض و نمط تكرارها على نوع العقار الكيماوي المستخدم و الجرعات المتلقاة، و الأدوية المساندة و المصاحبة للعلاج الكيماوي، و من جهة أخرى تزداد تعقيدات التغذية عند نشوء الحُمّى و استمرارها لفترات زمنية متطاولة، حيث تزيد الحُمّى من الحاجة إلى سعرات حرارية أكبر بالجسم.

العـلاج الإشعـاعي

        من المعتاد أن يتسبب العلاج الإشعـاعي لمنطقة الرأس و الرقبـة بفقـد الشهية و تغيرات الطعم و التـذوق، و التهابـات و جفاف الفـم و اللثة، و التقرحات و مصاعب بالبلع، إضافة إلى تشنجات و تقلصات الفكّين، و العدوى أو الانتانات المختلفة، أما إشعاع الصدر فقد يسبب أنتان المريء أو ارتداده بالتدفق العكسي لمحتويات المعدة، إضافة إلى الغثيان و التقيـؤ و مصاعب البلع، بينما قد يتسبب الإشعاع لمنطقة البطن أو الحوض في الإسهال، و الغثيان و التقيؤ، و التهابات الأمعاء و المستقيم أو حدوث النواسير، إضافة إلى أن العلاج الإشعاعي يسبب الإعياء و الإرهاق مما يفقد الشهية و الرغبة في الطعام، و في اغلب الأحوال تؤدي المضاعفات التي تستمر لمدة طويلة في تضيق الأمعاء و نشوء التهاباتها المزمنة، إضافة إلى قصور الامتصاص الغذائي، أو نشوء انسدادات بالقنوات الهضمية.

العـلاج المنـاعي

      قد تتسبب العلاجات المناعية المختلفة، مثل مُعدلات الاستجابة الحيوية ( Biological response modifiers )، بالحُـمّى و الإعيـاء و الإنهاك البدني، مما يؤدي بالتالي إلى فقدان الشهية، و الحاجة المتزايدة للبروتينات و السعرات الحرارية.

  


 

 

 

 

التأثيرات الذهنية و الاجتماعية

 

        يُعد تناول الطعام من النشاطات الاجتماعية المهمة، و حين يفقد المريض الشهية و يعاف الطعام يصبح ميالا للعزلة، و لا يتمكن من مشاركة الآخرين في تناول الوجبات المختلفة، إضافة إلى أن العديد من العوامل الذهنية و النفسية و المشاعر المختلفة تؤثر على رغباته في الطعام، مثل الإحباط و الإكتئاب و القلق و الخوف أو الغضب، و التي هي من المشاعر المعتادة، كما أن الشعور بفقدان السيطرة على مجريات الحياة و العجز تجعل المرضى فاقدي الشهية تماما، و قد يكون رفض الطعام حتى مع رجاء الجميع  طريقة بعض المرضى في الشعور بالتصرف في حياتهم، مع شعورهم بعدم قدرتهم على رفض المعالجات أو الاحتجاج على وضعهم.                                        

        كما تساهم تجارب المريض السابقة مع بعض أنواع الطعام في تفاقم المشكلة، مثل معاناة الغثيان أو التقيؤ عند تناول نوع معين، مما يجعل المريض يرفض ذلك النوع بعينه مستقبلا، كما أن التشخيص بالسرطان يقلب حياة الشخص تماما، بما في ذلك العادات الغذائية، و قد لا يتوفر الطعام المعتاد في المستشفى مثلا، أو لا يمكن تقبله مع العلاجات، فمثلا قد لا يتقبل الشخص الذي اعتاد على الأطعمة الحارة و المتبلة، أن يتناول الأطعمة غير الحريفة و بالتالي يتناول القليل منها، كما أن تغيرات طعم المأكولات تفقد المريض رغبته بالأكل،  و بالطبع فكلما تقل كمية الطعام الذي يتناوله مريض السرطان يزداد ضعف جسمه و تضعف مقدرته على مقاومة المرض، و من المؤكد أن ذلك يزيد من تفاقم السرطان و مضاعفاته.

 


 

تقييم الحالة الغـذائية للمريض

        يُعد التاريخ الصحي و الفحص الجسدي للمريض من أهم العوامل في تحديد الحالة الغذائية، و يشمل هذا التقييم بالضرورة تاريخ تغيرات الوزن، و أية تغيرات في الأكل و الشرب، و الأعـراض المؤثرة في التغذية على اختلافها، و التي تشمل فقـد الشهية و الغثيان و التقيؤ، و الإسهال أو الإمساك، و التهابات و جفاف الفم، و تغيرات الشم و التذوق، و الألم، كما يشمل التقييم الأدوية التي تؤثر على التغذية و عمليات استخدام الجسم للمغذيات، و كذلك الأمراض الأخرى التي قد تؤثر على التغذية بدورها، إضافة إلى مستوى أداء جسم المريض لوظائفه، و ينبغي التقصي من المريض عن التغيرات في الطعام و الشراب مقارنة بما هو عادي بالنسبة إليه، و الفترة التي تدوم فيها هذه التغيرات، كما ينبغي أن يتحرّى الفحص الجسـدي عن فقـدان الوزن و فقدان الدهـون تحت الجلد و ضمور العضلات، و تجمع السوائل في الأرجل، و عن مدى وجود أي استسقاء.

و مما يساعد بشكل كبير في معالجة مشاكل التغـذية أن يتم التقصي عن مدى رغبة المريض في الطعام، و ما يحب تناوله و ما يكره و حساسيته تجاه أطعمة معينة، و بالتالي ترتيب الحمية المناسبة التي تساعده في مراحل العلاج المختلفة.


 

 

 

 

  

معـالجة مشاكل التغـذية

        تعتمد المعالجة المناسبة لتحسين تغذية المريض بالسرطان على عدة عوامل، أهمها :

  • وجود جهاز هضمي يعمل بفاعلية.

  • نوع المعالجات المستخدمة، مثل موضع و مدى الجراحـة، أو نوع العلاج الكيمـاوي المستخدم، أو موضع و كمية الإشعاع المتلقى، أو مدى استخدام العلاج المناعي، أو توليفة العلاجات المستخدمة إجمالا.

  • نوعية الحياة بصفة عامة، و مدى فاعلية جسم المريض في أداء وظائفه، و المردود المتوقع من المعالجات.

  • تكاليف العناية.

         و بطبيعة الحال فالمحافظة على الأداء الجيد للجسم، بالمحافظة على المستوى الغذائي الملائم، يساعد المريض على الشعور الأفضل و تحسين الأداء اليومي، و يمنحه المقدرة على تحمل المعالجات و التقدم نحو الشفاء، و يعتمد اختيار نوع المعالجة الغذائية لمشاكل التغذية على معرفة اصل المشكلة، فمثلا المشاكل المرتبطة بالأورام نفسها تزول حال استجابة الأورام للعلاج.

 

المقترحات التالية مفيدة للتعـامل مع فقـد الشهية :

  • تناول وجبات خفيفة و صغيرة بشكل متكرر ( كل ساعة أو ساعتين ).

  • تناول أطعمة غنية بالبروتين و عالية السعرات الحرارية.

  • تجنب الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية أو الفقيرة بالبروتين أو عديمة السعرات مثل الصودا.

  • تجنب تناول السوائل أثناء الوجبات لمنع الشعور المبكر بالشبع ( إلا إن لزم تناول السوائل لتخفيف جفاف الفم أو للمساعدة على البلع ).

  • تناول الطعام عند ارتفاع مستوى الشعور بالراحة، و يلاحظ أن مرضى السرطان يشعرون أكثر بالنشاط و الراحة في الصباح الباكر، و تتحسن الشهية في ذلك الوقت.

  • تجربة أنواع مختلفة من المكملات الغذائية أو المشروبات عالية السعرات الحرارية و البروتينات أو رقائق اللحم أو السجق، و إذا كانت شديدة الحلاوة، و ذات طعم لاذع أو مرتجع بعد البلع، فإضافة بعض الليمون الطازج قد تساعد.

  • المشي الخفيف أو التمرينات البسيطة قبل الوجبات و تناول فواتح الشهية قد تساعد في تحسين الشهية.

  • إضافة سعرات حرارية و بروتينات إلى الأطعمة ( مثل الزبدة أو الحليب المجفف و العسل و السكر الأسمر ).

  • تناول الأدوية مع سوائل عالية السعرات إلا إن توجب تناولها على معدة خاوية.

  • تغيير بيئـة تناول الوجبات مثل تجربة وصفات جديدة، أو تناول الطعـام مع الأصدقاء، أو في أماكن غير معتادة، أو تزيين و تلوين الأطباق.

  • تجربة وصفات و أطباق مختلفة، إضافة إلى تغيير النكهات و نوعيات التوابل و تركيبات الوجبات، و هذا مهم حيث تتغير رغبات الطعام من يوم لآخر، و ما يعافه المريض اليوم قد يرغبه في يوم آخر.

  • تجنب الأطعمة ذات الرائحة القوية و الروائح الناتجة عن إعداد الطعام، و الابتعاد عن المطبخ و روائح الطبخ، إضافة إلى تقديم الطعام باردا بدلا من الساخن، و تجنيب المريض أية روائح ممكنة للطعام.

 

 

 

 

المقترحات التالية مفيدة للتعـامل مع تغـيرات الطعـم :

  • استخدام أوعية بلاستيكية أو ورقية إن كان المريض يعاني من الطعم المعدني عند الأكل جراء العلاج الكيماوي.

  • الاستعاضة عن اللحوم الحمراء بالدجاج أو السمك أو البيض أو الجبن، إن عافها المريض.

  • تخليل اللحم بمخللات محلاة أو سلطات مختلفة.

  • تقديم اللحوم باردة بدلا من الساخنة.

  • استعمال متبلات و نكهات مختلفة مع مراعاة تجنب الأنواع الحلوة جدا أو لاذعة الطعم، إذ أن حساسية المرضى العالية للطعم قد تجعلهم لا يستطعمون الأكلات، أو يجدون لها طعما ممضا.

  • الاستعاضة عن اللحوم بمخفوق الحليب أو شرائح اللحم و السجق أو الايس كريم أو الاجبان، حين يعاف المرضى اللحوم.

  • الغرغرة و شطف الفم و ترطيبه قبل الوجبات.

  • تناول مشروبات بنكهة الليمون لتحفيز اللعاب و حاسة التذوق، مع تجنب الليمون المُصنّع، و تقليل استعمال المحليات.

  • تناول الوجبات قبل ساعات من تلقي العلاجات خصوصا العلاج الكيماوي.

  

المقترحات التالية مفيدة في التغلب على جفاف الفـم و صعـوبة البلع :

  • تجنب الأطعمة الخشنة و الحريفة.

  • استعمال الخلاط في تجهيز الأطعمة لتليينها.

  • تجنب الأطعمة الساخنة و المجمدة، و يفضل أن تكون الأطعمة بدرجة حرارة الغرفة أو باردة قليلا.

  • ترطيب الأطعمة بالكريمات و القشدة و الصلصات أو الزيوت.

  • تجنب الأطعمة التي تلتصق بسقف الفم أو الحلق.

  • تناول قضمات صغيرة و المضغ جيدا.

 

      و تجدر الإشارة إلى أن مرضى السرطان الذين يتلقون التغذية الكافية هم أقدر على مقاومة المرض من غيرهم، و يتمكنون من التعامل مع المعالجات و تأثيراتها الجانبية بشكل مميز، و بهذا الصدد ينبغي تشجيع المرضى على الاحتفاظ بروح عالية، و موقف ايجابي تجاه المعالجات و تناول الكفاية من البروتينات و السعرات الحرارية.

    و يمكن حساب قيمة الكفاية بالنسبة للمريض، مما يساعد في وضع حد ينبغي المحافظة عليه على الدوام، و ذلك باستخدام المعادلة التالية لحساب البروتينات و السعرات الحرارية المطلوبة بافتراض نشاطات جسدية خفيفة :

بالنسبة للشخص البالغ منخفض الوزن : الوزن بالرطل مضروبا في 18.
و لبالغ عادي الوزن : الوزن بالرطل مضروبا في
16.
و لبالغ زائد الوزن : الوزن بالرطل مضروبا في
13.
 مع مراعاة أن البعض من المرضى يحتاجون لقيم اكبر، و يلاحظ أن الكيلوجرام يساوي تقريبا
2.20 رطلا.
أما قيمة الجرامات من البروتينات اللازمة للمريض فتحسب بصفة عامة بضرب الوزن بالرطل في
0.5 .


 

 

 

 

الدعم بالتغـذية المعـوية و غير المعـوية

        يستلزم الأمر في بعض الأحيان اللجوء إلى طرق غير الأكل للدعم الغذائي و المحافظة على مستويات التغذية :

 

        التغـذية المعـوية ( Enteral nutrition )

        و تتم باستخدام الحقن الغذائي عبر الجهاز الهضمي و عادة عبر المعدة، و تُعد هذه الطريقة الأفضل في هذا السياق إن كان الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة و لن يتأثر بمعالجات السرطان المستخدمة، و يتم استخدام التغذية المعوية بواسطة أنبوب لين و رفيع القطر يتم تمريره عبر الأنف مباشرة إلى المعدة، أو تتم زراعته بإجراء جراحة.

و ثمة عومل متعددة تستدعي استخدام هذه الطريقة نذكر منها :

  • وجود انسدادات في أعلى الجهاز الهضمي مما يمنع الأكل والشرب، ( صعوبات في البلع، تضيق المريء، ضعف و قصور أو عجز المعدة ).

  • المعالجة بكل من العلاج الكيماوي و الإشعاعي معا ( خصوصا إشعاع المريء ) مع حدوث تأثيرات جانبية تحد من القدرة على الأكل و الشرب.

  • فقد للشهية مترافق مع مشاكل أخرى مثل الإكتئاب الحاد، و التشوش الذهني و العصبي، أو فقد الحس المكاني، مما يمنع المريض من الأكل و الشرب بكفاية.

  • مصاعب أخرى في الأكل و الشرب مثل وجود الآم حادة عند الأكل.

بينما لا تستخدم التغذية المعوية عند وجود المشاكل التالية :

  • إنسدادات معوية.

  • غثيان و تقيـؤ غير مستجيبين للعلاجات القياسية.

  • قصور الأمعاء الحاد، حيث لا تتمكن الأمعاء الدقيقة و الغليظة من امتصاص المغذيات، سواء بسبب من تضررها، أو إجراء جراحات بها، إضافة إلى وجود إسهال لا يستجيب للعلاجات القياسية.

  • وجود نواسير كثقـوب في المعدة أو المريء.

  

 

 

 

التغـذية غير المعـوية ( Parenteral nutrition )

 

      أما هذه الطريقة و التي تتم عادة بالحقن الوريدي فيتم استخدامها عند وجود الأسباب التالية :

  • عدم كفاءة الجهاز الهضمي في أداء وظائفه بسبب من :

    • مصاعب مؤقتة في التغذية عن طريق الفم أو التغذية المعوية لفترة تزيد عن عشرة أيام، خصوصا إن كانت مشاكل التغذية موجودة أصلا.

    • وجود انسدادات أو مصاعب أخري ناتجة عن وجود ورم، من المتوقع تحسنها عقب المعالجة، سواء الكيماوية أو الجراحة.

    • وجود انسدادات مزدوجة أو غير قابلة للتصحيح، أو مشاكل أخرى ناتجة عن ورم بطيء النمو.

  • قصور الأمعاء الحاد، حيث لا تتمكن الأمعاء الدقيقة و الغليظة من امتصاص المغذيات سواء بسبب من تضررها أو إزالة أجزاء منها عقب الجراحة، و كذلك التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعـاعي، أو وجود نواسير، و صعوبة المحافظة على وزن الجسم و العضلات بالتغذية المعوية.

  • الانحدار الحاد و المتواصل في التغـذية عند مريض بورم بطيء النمـو، أو أي ورم حيث سـوء التغـذية و العوز الغذائي هي المشاكل الرئيسية و ليس الورم.

بينما لا يتم استخدام التغذية غير المعوية في الحالات التالية :

  • حين يعمل الجهاز الهضمي بكفاءة.

  • عند عدم وجود أوردة صالحة للاستخدام.

  • عدم وجود مشاكل جدية و حادة في التغذية ( كوجود صعوبات مؤقتة بالأكل عقب العمل الجراحي ).

      و من جهة أخرى ينبغي اختيار نوع التغذية و الدعم الغذائي اعتمادا على احتياجات المريض الطبيعية، و مدى حدة مشكلة التغذية، و نوع المرض و الفترة الزمنية اللازمة لاستمرار الدعم، كما يمكن إعطاء أدوية مختلفة لتحسين التغذية، قد تشمل أدوية معالجة الألم، و أدوية معالجة الإسهال و الإمساك، و الأدوية المُحفزة للمعدة أو محفزات الشهية.

 


 

 

 

  

 

آخر مراجعة :  17-02-2016

  

الرئيسية حول سرطان الطفولة أنواع الأورام معالجات السرطان العناية الداعمة

 

مقالات الموقع متاحة للطبع أو النشر بدون تقييد

Adam Childhood Cancer Society